القهوة الإثيوبية التقليدية

القهوة الإثيوبية التقليدية ليست مجرد مشروب، بل طقس ثقافي واجتماعي عريق يُمارس في إثيوبيا منذ قرون، وتُعرف باسم “بونا”. تُعتبر إثيوبيا مهد القهوة، حيث يُعتقد أن شجرة البن نشأت هناك، مما يضفي على القهوة الإثيوبية طابعًا تراثيًا وروحيًا خاصًا.

تتميّز القهوة الإثيوبية بمذاقها الفريد الذي يختلف حسب المنطقة؛ إذ قد تحمل نكهات زهرية وفاكهية مثل التوت أو الحمضيات، وتكون غالبًا ذات حموضة مشرقة وجسم خفيف إلى متوسط. تُحضّر القهوة يدويًا في طقس تقليدي يُعرف بـ”حفلة القهوة الإثيوبية”، حيث تُحمص حبوب البن الخضراء أمام الضيوف، ثم تُطحن يدويًا وتُغلى في إبريق تقليدي يُسمى “جيبينا”.

تُقدَّم القهوة في ثلاث جولات رمزية تُدعى: أبول، تونا، وبركا، وكل جولة تحمل دلالة اجتماعية وروحية، إذ تُعد القهوة وسيلة للتواصل، والاحترام، والضيافة. تُقدَّم غالبًا مع البخور، والوجبات الخفيفة مثل الفشار أو الخبز المحلي، مما يجعل التجربة متكاملة ومفعمة بالتراث.

القهوة الإثيوبية التقليدية ليست مجرد مشروب، بل تجربة ثقافية غنية تعبّر عن كرم الضيافة وروح المجتمع الإثيوبي.