القهوة وتقليل مخاطر الإصابة بمرض السكري: دراسة علمية

أصبحت القهوة مشروبًا شائعًا في مختلف أنحاء العالم، حيث يستمتع بها الملايين يوميًا. إلى جانب نكهتها الغنية ورائحتها الزكية، أظهرت الدراسات العلمية أن للقهوة فوائد صحية عديدة، ومن أبرزها دورها في تقليل مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. فكيف تؤثر القهوة على مستويات السكر في الدم؟ وما هي الآليات التي تجعلها عاملًا وقائيًا ضد هذا المرض المزمن؟

1. العلاقة بين القهوة ومرض السكري: ما تقوله الأبحاث

أثبتت العديد من الدراسات العلمية أن استهلاك القهوة يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. وفقًا لأبحاث نُشرت في دوريات علمية مرموقة، فإن الأشخاص الذين يستهلكون القهوة بانتظام لديهم مخاطر أقل للإصابة بالسكري مقارنةً بأولئك الذين لا يشربونها أو يشربونها بكميات قليلة.

ماذا تقول الدراسات؟

  • وجدت دراسة نشرتها American Diabetes Association أن شرب 3-4 أكواب من القهوة يوميًا يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني بنسبة تصل إلى 25%.

  • أظهرت دراسة أخرى من Harvard School of Public Health أن زيادة استهلاك القهوة على مدى 4 سنوات يقلل خطر الإصابة بالسكري بنسبة 11%.

  • وفقًا لتحليل لـ Meta-analysis، فإن الكافيين والمركبات الأخرى في القهوة تساهم في تحسين حساسية الأنسولين وتنظيم مستويات السكر في الدم.

2. كيف تؤثر القهوة على مستويات السكر في الدم؟

تحتوي القهوة على مركبات نشطة مثل الكافيين، البوليفينولات، والمغنيسيوم، التي تلعب دورًا مهمًا في تحسين عملية التمثيل الغذائي للسكر في الجسم.

آليات تأثير القهوة على السكر في الدم:

  1. تحسين حساسية الأنسولين: القهوة تساعد في تقليل مقاومة الأنسولين، مما يسمح للجسم باستخدام الأنسولين بشكل أكثر كفاءة لتنظيم مستويات السكر في الدم.

  2. تحفيز إنتاج الإنسولين: بعض المركبات في القهوة، مثل حمض الكلوروجينيك، تعزز إنتاج الإنسولين من البنكرياس، مما يساعد في خفض مستويات الجلوكوز.

  3. تقليل امتصاص الجلوكوز في الأمعاء: القهوة تحتوي على مضادات أكسدة تعمل على إبطاء امتصاص السكر من الأمعاء، مما يقلل من ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد تناول الوجبات.

3. القهوة العادية أم منزوعة الكافيين؟ أيهما أفضل للوقاية من السكري؟

هناك تساؤل شائع بين عشاق القهوة: هل تحتوي القهوة العادية على فوائد أكبر من القهوة منزوعة الكافيين في تقليل مخاطر السكري؟

القهوة العادية مقابل القهوة منزوعة الكافيين:

  • القهوة العادية: الكافيين يمكن أن يكون له تأثيرات إيجابية وسلبية على السكر في الدم، حيث يمكن أن يزيد من حساسية الأنسولين على المدى الطويل، لكنه قد يرفع مستويات السكر مؤقتًا بعد الشرب مباشرة.

  • القهوة منزوعة الكافيين: تحتوي على نفس المركبات المفيدة مثل البوليفينولات والمغنيسيوم، ولكن بدون تأثيرات الكافيين. وقد أظهرت الدراسات أنها تساهم في تقليل خطر السكري بنفس الفعالية تقريبًا مثل القهوة العادية.

4. كمية القهوة المثالية لتقليل خطر الإصابة بالسكري؟

لكي يستفيد الجسم من تأثير القهوة في الوقاية من السكري، يوصي الخبراء بشرب كمية معتدلة من القهوة يوميًا.

ما هي الكمية الموصى بها؟

  • من 3 إلى 5 أكواب يوميًا تعتبر كمية مثالية للحصول على الفوائد الصحية دون التعرض لآثار جانبية مثل الأرق أو زيادة معدل ضربات القلب.

  • تجنب إضافة السكر والمحليات الصناعية، حيث يمكن أن تقلل من الفوائد الصحية للقهوة.

  • اختيار القهوة الطبيعية بدلاً من القهوة الفورية التي قد تحتوي على إضافات غير صحية.

5. دور مضادات الأكسدة في القهوة في الوقاية من السكري

القهوة غنية بمضادات الأكسدة مثل البوليفينولات، التي تلعب دورًا رئيسيًا في تقليل خطر الالتهابات المرتبطة بمقاومة الأنسولين وتطور مرض السكري.

كيف تعمل مضادات الأكسدة؟

  • تحمي خلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الأنسولين من الأكسدة والالتهابات.

  • تساعد في تقليل الالتهابات المزمنة التي تعتبر عاملاً رئيسيًا في مقاومة الأنسولين.

  • تحسن صحة الأوعية الدموية، مما يعزز تدفق الدم وتحسين وظيفة الأنسولين في الجسم.

6. هل هناك آثار جانبية للقهوة على مرضى السكري؟

على الرغم من الفوائد الكبيرة للقهوة، إلا أن هناك بعض الآثار الجانبية التي يجب أخذها في الاعتبار، خاصةً للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري بالفعل.

التحذيرات المهمة:

  • تأثير الكافيين على نسبة السكر: في بعض الأشخاص، يمكن أن يتسبب الكافيين في ارتفاع طفيف في مستويات السكر في الدم بعد شرب القهوة، لذا يُنصح بمراقبة تأثيرها على الجسم.

  • التفاعل مع أدوية السكري: بعض أدوية السكري قد تتفاعل مع الكافيين، مما قد يؤثر على فعاليتها. من الأفضل استشارة الطبيب قبل زيادة استهلاك القهوة.

  • الإفراط في الاستهلاك: تناول كميات كبيرة من القهوة يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في النوم وزيادة معدل ضربات القلب، مما قد يؤثر على التحكم في نسبة السكر في الدم.

7. أفضل طريقة لتحضير القهوة للحصول على أقصى فائدة

طريقة تحضير القهوة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على فوائدها الصحية. ينصح باستخدام طرق التحضير الصحية التي تحافظ على العناصر الغذائية والمركبات المفيدة في القهوة.

نصائح لتحضير القهوة الصحية:

  • استخدم القهوة المفلترة: القهوة المفلترة تحتوي على كمية أقل من الزيوت التي قد تؤثر على مستويات الكوليسترول.

  • تجنب القهوة المحلاة: القهوة التي تحتوي على السكر أو الحليب المكثف تفقد فوائدها الصحية بسبب السعرات الحرارية المرتفعة.

  • اختر القهوة العضوية: القهوة العضوية تحتوي على نسبة أقل من المبيدات والمواد الكيميائية التي قد تكون ضارة بالصحة.

الخلاصة

القهوة ليست مجرد مشروب ممتع، بل تمتلك فوائد مذهلة في تقليل مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. بفضل محتواها الغني من مضادات الأكسدة والمغنيسيوم والبوليفينولات، تساعد القهوة في تحسين حساسية الأنسولين وتنظيم مستويات السكر في الدم. ومع ذلك، يجب استهلاكها بشكل معتدل وبدون إضافات غير صحية للحصول على أقصى فائدة.

Scroll to Top